دموعك غالية يا أبرون … إنها دموع الرجال … !

*** عبد الهادي الناجي

… حينما أدرف الحاج عبد المالك الدموع ، عرفت جيدا أن أبرون ضرب في تصميمه وأعماقه … فدموع الرجال الغالية التي لا تسقط بسهولة ، هي مؤشر رئيسي على رقة القلب ورهف المشاعر وعلامات الإيمان ، فليس معنى الرجولة أن تكون مشاعر الرجل جامدة كالصخر أو أن يكون الرجل صاحب قلب متحجر .

عبارة “دموع الرجال غالية” تعني أن بكاء الرجل قوي ونادر  ، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن أسباب عميقة مثل القهر، فقدان شخص عزيز ، الانكسار ، الشوق للأوطان ، أو الوصول إلى أقصى درجات الحب أو الإيمان. هذه الدموع تمثل تعبيرًا عن صدق مشاعر الرجل وصعوبة بلوغها ، كما أنها قد تكون دليلًا على قوته النفسية في مواجهة كبريائه ليعبر عن مكنونات نفسه …

لكن دموع الحاج عبد المالك ابرون كانت على فريقه ، المغرب التطواني ، الفريق الذي قام بجعله  يشع وطنيا ويفوز بلقبي البطولة الوطنية الاحترافية ، لأول مرة في تاريخ تطوان ، وحول حلم أبناء الشمال من أضغاث أحلام الى واقع وحقيقة ، أبرون رجل إنقاذ بامتياز هب مسرعا الى تطوان لإعادة  قاطرة الفريق إلى سكته الصحيحة  … فبعد أن كان الفريق سيعلن عن ( فورفي جنيرال) وبعد تدخل فوزي لقجع عبر مكالمة هاتفية للحاج أبرون محفزا إياه قصد إنقاذ فريقه … لانها تطوان … التاريخ المشرق للكرة المغربية منذ القدم … وفي آخر اللحظات تم التغلب على كل المعوقات لتنفس أبناء تطوان الصعداء ، بفضل غيرة وحب وحنكة الحاج عبد المالك ابرون  …

رغم أن دموع الرجل غالية ، إلا أنها تدل على بعض من رقته وإيمانه وقلبه الكبير، وأنه شخص طيب القلب قادر على الاستجابة لكل المؤشرات الخارجية .