الديبلوماسية الرياضية يترجمها الحضور الوازن لرئيس جامعة الهوكي في المحافل الدولية

*** متابعة : بنعلي أولحاج

يستخدم المغرب الدبلوماسية الرياضية كأداة قوة ناعمة لتعزيز صورته الخارجية، ترسيخ علاقاته، ودعم مواقفه على الساحة الدولية .

 وتتجسد هذه الاستراتيجية في استضافة تظاهرات رياضية كبرى ، ونجد بعض الرياضات قطعت أشواطا بعيدة في هذا الإطار بالرغم من ضائقة الميزانية على سبيل المثال رياضة الهوكي . و يهدف المغرب من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وخلق فرص للشباب ، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب … 

المغرب يعزز حضوره في هوكي الجليد العالمي 

هذا وشارك رئيس الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد ، محمد خالد المريني في المنتدى العالمي لهوكي الجليد والمؤتمر العام للاتحاد الدولي للعبة. وقد تلقى المغرب تهاني رئيس الاتحاد الدولي وأعضائه بمناسبة قرب افتتاح حلبة التزلج على الجليد الجديدة بالرباط، والتي تم الإعلان عنها بالمناسبة في التقرير السنوي للاتحاد.

وبفضل الصداقة العميقة والتعاون المستمر مع رئيس الاتحاد الدولي، ستستفيد الجامعة الملكية المغربية للهوكي على الجليد، من عدة اتفاقيات مهمة تشمل، تدريب واعتماد المدربين والحكام، الإدارة والتسيير، مسؤولية المعدات، إضافة إلى تنظيم الندوات وتوفير التجهيزات اللازمة. كما تم الاتفاق على تعاون طويل الأمد مع الاتحاد الفرنسي لإقامة برامج تدريبية مشتركة.

هذا التعاون وثيق الصلة، ثمرة جهود متواصلة دامت لأكثر من 15 عامًا منذ انضمام المغرب للاتحاد الدولي عام 2010، حيث تابع الاتحاد الدولي باهتمام تطور رياضة هوكي الجليد بالمغرب، بفضل اللعمل الدؤوب الذي قام به رئيس الجامعة الملكية للعبة وفريقه.

اما على الصعيد الوطني ، لن تمثل حلبة التزلج مجرد منشأة رياضية فحسب ، بل ستكون رافعة استراتيجية لتعزيز السياحة والثقافة ، وواجهة مشرّفة لصورة المغرب الدولية. ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة ، يصبح توفير الموارد والإمكانات اللازمة لهذا القطاع أمرًا حيويًا، مع الإشارة إلى أن المهارات والخبرة والإرادة متوافرة، فيما يظل دور السلطات حاسمًا لضمان النجاح وتكريس الطموحات المرسومة .

*** حتى لاننسى هذا الرجل مؤسس الهوكي بالمغرب

 

حتى لاننسى … إنه أحد الرجالات الوطنيين الذي هاجر لكندا ، وعاد محملا بخبرات وتجارب ، انعكست إيجابا على الرياضة الوطنية ، إنه الأستاذ خالد مريني ، رائد الهوكي على الجليد بالمغرب ، كما أن إشعاعه تجاوز كل الحدود دوليا وعربيا وإفريقيا … جعل من الرياضة محطة مهمة للاشتغال عليها في دائرة الديبلوماسية الرياضية …
النشأة والبدايات
ولد خالد المريني وترعرع في الرباط قبل أن يهاجر إلى كندا في سن السابعة عشرة هناك ، نما عشقه لرياضة الهوكي على الجليد ، متأثراً بأجواء مدينة كيبيك وتقاليدها الرياضية ، ما دفعه لاحقًا للتفكير في نقل هذه الرياضة إلى بلده الأم المغرب ، على الرغم من كل العقبات المرتبطة بطبيعة الرياضة والبنية التحتية…
رحلة التأسيس والطموح
* مع عودته إلى المغرب ، ركز المريني على نشر ثقافة رياضة الهوكي على الجليد بين الشباب المغاربة بمجهودات ذاتية ، مستعينًا بدعم أسرته وأصدقائه المقربين.
* في سنة 2010 تمكن من تسجيل المغرب ضمن الاتحاد الدولي للهوكي ، وهو حدث اعتُبر نقطة انطلاق حقيقية لمسيرته ومسيرة اللعبة بالمغرب.
* واصل العمل بلا كلل حتى تمكن عام 2016 من تأسيس الجامعة الملكية المغربية لهوكي الجليد ، مرسخًا حلمه في الحقل الرياضي المحلي …
الإنجازات والصعوبات
* حرص المريني على جعل الهوكي في المغرب رياضة مفتوحة لكل الفئات ، إذ سعى لدمج الشباب من أحياء شعبية ونقلهم إلى الحلبات لممارسة اللعبة .
* أبرم شراكات مع أصحاب الحلبات الجليدية بالمغرب وجهات دولية مثل السفارة التشيكية والمؤسسات الأمريكية ، لتوفير العتاد والدعم اللوجستي.
* أشرف على استضافة العديد من البطولات الدولية ، بينها بطولة إفريقية حضرها مسؤولون من الاتحاد الدولي، إضافة إلى تنظيم المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي لهوكي الجليد في الرباط بحضور أكثر من 10 دول عربية ، ما عزز مكانة المغرب إقليمياً.
* رغم قلة الإمكانيات وضعف البنية التحتية (محدودية الحلبات وضعف الموارد المالية)، تمكنت الجامعة تحت إشراف المريني من إحداث سبعة أندية وأربع حلبات إلى جانب مشاريع لإنشاء مزيد من المرافق …
رؤية وأثر خالد المريني
* يؤمن المريني بأن الرياضة أداة تغيير اجتماعي واندماج شبابي ، لذلك يسعى لإشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في صفوف رياضيي الجامعة ، من خلال شراكات توفر لهم المعدات اللازمة .
* بذل جهوده لتعزيز حضور المغرب في اجتماعات الاتحاد الدولي وفي البطولات الخارجية …
* يعتبر من دعاة تثبيت الهوية المغربية الرياضية عبر نشاطات دولية وإقليمية، مقدماً نموذجاً للقيادة الرياضية الملهمة للمستقبل.
الطموحات المستقبلية
* يسعى المريني إلى توسيع قاعدة الأندية ، وإطلاق بطولة وطنية وكأس العرش للهوكي على الجليد في المغرب …
* خططه ترتكز على ترسيخ المغرب كوجهة قارية لاستضافة الفعاليات الرياضية الدولية ، خاصة مع توجه الاتحاد الدولي إلى افتتاح مكتب إقليمي له بالمغرب ….
يعد خالد المريني مثالًا للرياضي الطموح الذي استطاع خلق تجربة فريدة في رياضة غير مألوفة في بلده، متغلبًا على الصعاب ببصيرة ثاقبة وإرادة لا تلين ، ما جعله رمزًا لنشر رياضة الهوكي على الجليد في المغرب والعالم العربي …