لامين جمال… موهبة مغربية تحت نيران العنصرية

✍️ بقلم: عبد الهادي الناجي
تتوالى فصول المعاناة التي يعيشها النجم الشاب لامين جمال، لاعب برشلونة الإسباني، في مواجهة موجةٍ متصاعدةٍ من الإهانات العنصرية التي باتت تلاحقه داخل الملاعب وخارجها.
فقد كشفت صحيفة “إل باييس” الإسبانية في تقريرٍ صادمٍ أن اللاعب أصبح الأكثر تعرضًا للعنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إسبانيا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 60% من الهجمات اللفظية في الفضاء الرقمي استهدفته، وُصف خلالها بـ”الأسود” و”المغربي” أكثر من عشرين ألف مرة.
التقرير ذاته أبرز الجانب الإنساني الموجع في القصة، إذ ذكر أن منير نصراوي، والد لامين جمال، تواصل وهو في حالة انهيار مع رئيس برشلونة جوان لابورتا، مطالبًا إياه بالتدخل الفوري لوضع حدٍّ لهذه الحملة العنصرية المقيتة، فيما دعت والدته شيلا إيبانا النادي ورئيسه إلى موقف حازم وسريع للدفاع عن ابنها.
ووفقًا لمصادر قريبة من النجم الواعد، فإن جمال يحاول الحفاظ على هدوئه وعدم التأثر بهذه الإساءات، لكنه مرهق نفسيًا من كونه محورًا دائمًا لكل نقاش، بينما تتحمل أسرته النصيب الأكبر من الألم.
الأمر لم يتوقف عند حدود وسائل التواصل، بل تجاوزه إلى الإعلام، حيث أثار المعلق الإسباني مونو بورغوس موجة غضب بعد تصريحه المستفز حين قال: “إذا لم ينجح لامين جمال في كرة القدم، سينتهي به الحال على إشارة المرور”.
عبارة عنصرية صريحة أعادت إلى الواجهة الوجه القبيح للكرة الأوروبية ، الذي يتنافى مع قيم الإنسانية والرياضة.
ورغم كل ذلك، يواصل لامين جمال السير بخطى ثابتة نحو المجد، رافعًا راية الموهبة المغربية الأصيلة، التي تتحدى التمييز وتؤمن بأن الكفاءة لا لون لها، وأن الميدان هو الفيصل … !