انتصار جديد لأسود الأطلس… لكن أسئلة ضرورية قبل “الكان”

انتصار جديد لأسود الأطلس… لكن أسئلة ضرورية قبل “الكان”

*** عبد الهادي الناجي

رغم الفوز الجديد الذي حققه المنتخب الوطني المغربي على موزمبيق بهدف دون رد، مواصلاً سلسلة انتصاراته القياسية، فإن القراءة النقدية للمباراة تكشف عن جوانب تحتاج إلى مراجعة عاجلة قبل دخول غمار كأس أمم إفريقيا.

هيمنة بلا نجاعة هجومية

أظهر أسود الأطلس سيطرة واضحة على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى، حيث فرض المنتخب المغربي نسقه الهجومي وأجبر دفاع موزمبيق على التكتل العميق. غير أن هذه السيطرة لم تُترجَم بالشكل المطلوب إلى فرص حقيقية كثيرة، إذ بقي الإيقاع الهجومي بطيئًا في كثير من الفترات، واعتمد على المبادرات الفردية أكثر من البناء المنظم.

هدف أوناحي المبكر جاء من تسديدة قوية خارج منطقة الجزاء، وهو ما يعكس التفوق التقني للاعبين المغاربة، لكنه في الوقت نفسه يُبرز محدودية الحلول داخل منطقة العمليات أمام دفاع متكتل.

غياب الفعالية أمام مرمى متواضع

رغم التقدم المبكر، لم يتمكن الهجوم المغربي من إضافة أهداف أخرى أمام خصم بدا محدود الإمكانيات، مكتفيًا بالأدوار الدفاعية في أغلب أطوار اللقاء. هذه المحدودية كان يفترض أن تمنح المغرب فرصة رفع الحصيلة، لكن المنتخب اكتفى بالحد الأدنى، وهو مؤشر قد يطرح علامات استفهام حول جاهزية الخط الأمامي.

ارتباك دفاعي غير مبرر في لحظات

في بعض فترات الشوط الأول خصوصًا، ظهرت بعض الثغرات في ارتداد وسط الميدان وتغطية العمق، ما سمح لموزمبيق بامتلاك الكرة والضغط على حاملها. صحيح أن هذه اللحظات لم تتحول إلى فرص خطيرة، لكنها نبهت إلى ضرورة رفع درجة التركيز، خصوصًا أمام منتخبات أقوى هجومًا في “الكان”.

سلسلة الانتصارات… هل تخفي العيوب؟

تحقيق 17 انتصارًا متتاليًا رقم قياسي عالمي يُحسب للمنتخب والجهاز الفني، ويعكس روحًا انتصارية عالية. غير أن هذه السلسلة قد تحمل خطورة نفسية إذا لم تُرفَق بقراءة نقدية.

فالمنتخب لا يختبر نفسه سوى قليلًا أمام مدارس كروية قوية، وغياب الضغط الحقيقي يجعل من الصعب تقييم الصلابة الذهنية والبدنية للاعبين، خاصة في مباريات الإقصائيات التي لا تحتمل الأخطاء.

لوم على غياب التنويع التكتيكي

بدا واضحًا أن المنتخب يعيد نفس السيناريو في بناء الهجمة: عرضيات من الطرفين، تسديدات فردية، وتمريرات قصيرة وسط زحمة دفاعية. غاب التنويع المطلوب، سواء عبر اللعب العمودي السريع أو الاختراق من العمق أو تدوير الكرة بذكاء لاجتذاب الخصم وفتح المساحات.

خلاصة نقدية

المباراة منحت المنتخب فوزًا جديدًا وثقة إضافية، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن نقاط تحتاج إلى عمل مكثف قبل كأس إفريقيا، أبرزها:

  • تحسين الفعالية الهجومية وإنهاء الهجمات.
  • معالجة البطء في التحول من الدفاع للهجوم.
  • تنويع الأساليب taktيا لتجاوز الدفاعات المغلقة.
  • رفع النسق البدني والذهني قبل الاختبارات الكبرى.

سلسلة الانتصارات مكسب ثمين … لكن البطولة تُحسم أمام منتخبات لا ترحم الأخطاء …