أشرف حكيمي … عودة التاج الإفريقي إلى المغرب بعد 27 عاماً

✍️ عبد الهادي الناجي

في ليلةٍ كروية استثنائية ، أعاد النجم المغربي أشرف حكيمي البريق إلى كرة القدم الوطنية بتتويجه المستحق بجائزة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2025، ليكسر صياماً دام 27 سنة منذ آخر تتويج للمغاربة عبر المتألق مصطفى حجي سنة 1998. لحظةٌ تاريخية لم تهز فقط قاعة التتويج، بل هزّت أيضاً قلوب ملايين المغاربة الذين رأوا في حكيمي امتداداً لجيل من النجوم الذين حملوا راية الوطن عالياً.

تتويج لم يأتِ صدفة… بل خلاصة مسار استثنائي

لم يكن فوز حكيمي بالجائزة حدثاً مفاجئاً، بل كان نتيجة منطقية لمسار تصاعدي ثابت، جمع بين الاحترافية العالية، والنضج التكتيكي، والالتزام الأخلاقي داخل وخارج الميادين. كان موسمه الأخير مع باريس سان جرمان نموذجاً في الاستمرارية، بعدما قدّم مستويات عالمية جعلته واحداً من أفضل الأظهرة في العالم دون منازع.

كما بصم رفقة المنتخب الوطني المغربي على حضور قوي، محافظاً على دوره القيادي داخل المجموعة، وراسماً صورة اللاعب الذي لا يساوم في حب القميص الوطني.

بين حجي وحكيمي… جسر من الإبداع والوفاء

منذ تتويج مصطفى حجي في نهاية التسعينيات، ظل الشارع الرياضي المغربي ينتظر فارساً يعيد للمغرب صورته القارية المتألقة. وجاء حكيمي ليكمل هذا المسار، وليثبت أن كرة القدم الوطنية قادرة على إنجاب أسماء من العيار الثقيل.

إنها ليست مجرد جائزة فردية… إنها عودة الروح، وإحياء الذاكرة، وكتابة صفحة جديدة من تاريخ الكرة المغربية.

رمزية التتويج… أبعد من كرة القدم

يحمل هذا الإنجاز رسائل عميقة للشباب المغربي: أن النجاح يأتي بالمثابرة وبالإيمان بالنفس، وأن طريق العالمية يبدأ من العمل الجاد والصبر. أما بالنسبة لصناعة كرة القدم الوطنية، فاللقب هو شهادة جودة تؤكد نجاح منظومة المنتخب الوطني، وقيمة المواهب التي تنتجها الأكاديميات المغربية.

حكيمي… اللاعب والإنسان

لا يتوقف إشعاع حكيمي عند حدود المستطيل الأخضر. فالنجم المغربي، بشخصيته المتزنة وتواضعه الكبير، بات رمزاً يحتذي به الشباب داخل المغرب وخارجه. يتعامل مع المجد بسلاسة، ومع الضغوطات بحكمة، ومع الوطن باعتزاز.

ختاماً

بانتصار حكيمي، يعود المغرب من جديد إلى منصة الذهب الإفريقي، ويثبت أن نجمه لا يغيب… بل يعود أكثر لمعاناً كلما احتاجته القارة.
إنه فخر جيلٍ كامل… وجسر يربط الماضي المجيد بالمستقبل الواعد.

مبروك لأشرف حكيمي… ومبروك للمغرب …