المرحوم خالد الحجوجي ولحظة وداع تليق برجل زرع المحبة ورحل في صمت

في مشهد مهيب تختلط فيه دموع الفقد بخشوع الدعاء ، شُيِّعت جنازة المشمول بعفو الله ورحمته ، المرحوم خالد الحجوجي ، في موكب جنائزي مؤثر، عكس بصدق المكانة الرفيعة التي كان يحتلها الفقيد في قلوب أهله ومحبيه وكل من عرفه عن قرب أو من بعيد …

وقد تقدّم أبناؤه الأفاضل ، وقد بدت عليهم علامات الصبر الممزوج بالألم والاحتساب ، إلى جانب زوجته السيدة بشرى إدريسي منصوري ، وأسرة المرحوم الكريمة ، وعدد كبير من الأقارب والأصدقاء ، فضلًا عن أفراد من عائلة الفقيد الذين حلّوا خصيصًا من الولايات المتحدة الأمريكية متحدّين بُعد المسافة وقسوة السفر، ليكونوا حاضرين في وداع من جمعهم به رابط الدم والمحبّة والوفاء …
لحظات الوداع لم تكن عادية ، كانت ثقيلة على القلوب، عميقة في معانيها ، صامتة في هيبتها، لا يعلو فيها سوى صوت الدعاء ، ولا يُسمع فيها غير آيات الرحمة والاسترجاع … وقد وُري جثمان الفقيد الثرى بـمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء ، حيث أُسدل الستار على حياة حافلة بالخلق الرفيع ، والسيرة الطيبة ، والعمل الصادق …

وكان حضور أيوب الحجوجي ، وعلي الحجوجي ، وسمحمد الشريف الحجوجي ، وهدى الحجوجي … في مقدمة المودّعين صورة ناطقة عن أسرة متماسكة ، متشبثة بقيم الفقيد، ومؤمنة بأن الفراق وإن كان موجعا ، فإن ما عند الله خير وأبقى .
لقد رحل خالد الحجوجي جسدا، لكنه بقي أثرا طيبا في النفوس ، وذكرى لا تمحى في القلوب ، ودعاء لا ينقطع على ألسنة محبيه …
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾

نسأل الله العلي القدير أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجزيه عن كل خير قدّمه خير الجزاء ، وأن يُلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء …
﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾
* عبد الهادي الناجي رئيس اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة