عندما ينتصر الإنسان قبل النتيجة … طارق السكتيوي يعيد للرياضة معناها الحقيقي

بقلم : عبد الهادي الناجي

لم يكن حديث طارق السكتيوي لقناة الكأس مجرد تصريح عابر ، ولا رسالة عاطفية ظرفية ، بل موقفا إنسانيا عميقا يختزل جوهر الرياضة كما ينبغي أن تكون.
حين قال : «تكلمت مع جميع اللاعبين ، داكشي لي غادي نربحوه من كأس العرب ، نساعدو به الناس في مدينة آسفي وفاس … وكنتمنى حتى المكافأة ديال كأس العرب نساعدهم بها إن شاء الله» ، كان واضحا أنه لا يتحدث عن ألقاب ولا مكافآت ، بل عن قيم .

في زمن تُقاس فيه النجاحات بعدد الأهداف والكؤوس ، اختار السكتيوي أن يرفع سقف المعنى ، وأن يجعل من كرة القدم جسرا للتضامن ، لا مجرد لعبة. هنا تسمو القيم على الانتصارات ، ويصبح الفوز الحقيقي هو الوقوف إلى جانب المحتاجين ، وتقاسم الفرح مع من ضاقت بهم السبل .

هذا الموقف يعكس معدن رجل يدرك أن المسؤولية لا تنتهي عند حدود المستطيل الأخضر ، وأن المدرب الحقيقي هو من يزرع في لاعبيه روح العطاء قبل عقلية الربح. إنه درس بليغ في النبل ، ورسالة قوية بأن الرياضة قادرة على أن تكون فعلا إنسانيا ، لا مجرد تنافس .

طارق السكتيوي ، بهذا السلوك ، لا يربح احترام الجماهير فقط ، بل يعيد الاعتبار لقيم التضامن والتآزر ، ويؤكد أن كرة القدم ، حين تُمارَس بضمير ، تتحول إلى رسالة ، وحين يقودها إنسان كبير ، تصبح قدوة …