وليد الركراكي بين واقعية الاختيار وضغط المدرجات قبل امتحان مالي

تصريحات وليد الركراكي بين الرفض والقبول قبل مواجهة المغرب ومالي

* عبد الهادي الناجي

في الندوة الصحفية التي سبقت مواجهة المنتخب المغربي ونظيره المالي اختار وليد الركراكي الظهور بخطاب هادئ ومتزن بعيدا عن لغة التحدي المباشر لكنه لم يخل من رسائل واضحة جعلت تصريحاته تتأرجح بين القبول والرفض وتفتح باب النقاش حول طريقة تواصله مع الرأي العام الرياضي
الناخب الوطني أكد أن المباريات الكبرى لا تُحسم بالكلام ولا بالتوقعات المسبقة بل بالعمل داخل الملعب وبالتركيز على التفاصيل الصغيرة معتبرا أن الضغط الزائد قد ينعكس سلبا على أداء اللاعبين هذا الطرح وجد قبولا لدى فئة ترى أن الركراكي يحاول حماية مجموعته من الاستنزاف النفسي خاصة في بطولة إفريقية تعرف بتعقيداتها
في المقابل اعتبر منتقدوه أن هذا الخطاب الحذر لا يواكب حجم الإمكانيات البشرية والتقنية التي يتوفر عليها المنتخب المغربي ولا ينسجم مع كونه يلعب على أرضه وأمام جماهيره وأن المرحلة تتطلب نبرة أكثر ثقة تعكس شخصية منتخب مرشح للقب
الركراكي دافع عن اختياراته التقنية مؤكدا أن باب المنافسة مفتوح داخل المجموعة وأن كل لاعب تمت المناداة عليه يستحق مكانه بناء على معايير دقيقة تتعلق بالجاهزية والانسجام وليس بإرضاء الشارع الرياضي هذا التوضيح جاء ردا غير مباشر على الجدل المتكرر حول بعض الأسماء التي تطالب الجماهير بإشراكها أساسيا
انتقاد الجمهور بين الصراحة والمخاطرة
ولم تخل الندوة من رسالة قوية وجهها وليد الركراكي إلى جزء من الجمهور حين لمح إلى أن الضغط المبالغ فيه والانتقادات الاستباقية قد تتحول من دعم إلى عبء نفسي على اللاعبين مؤكدا أن المنتخب يحتاج إلى الثقة والمؤازرة لا إلى فرض اختيارات أو إصدار أحكام مسبقة
الناخب الوطني شدد على أن التشجيع الحقيقي يكون بالوقوف خلف المجموعة كاملة في اللحظات الصعبة قبل السهلة وهو تصريح فُهم على أنه انتقاد صريح لبعض السلوكيات الجماهيرية التي ترفع سقف الانتظارات دون مراعاة لطبيعة المنافسة الإفريقية هذا الموقف أعاد إلى الواجهة نقاشا قديما جديدا حول دور الجمهور وحدود تأثيره بين التحفيز والضغط
قراءة في لقاء المغرب ومالي
مواجهة المغرب ومالي تشكل اختبارا حقيقيا لمدى نضج المنتخب الوطني وقدرته على فرض أسلوبه أمام خصم يتميز بالقوة البدنية والانضباط التكتيكي المنتخب المالي معروف بسرعته في التحولات الهجومية وقدرته على استغلال الأخطاء ما يفرض على العناصر الوطنية أعلى درجات التركيز
المنتخب المغربي مطالب بفرض إيقاعه منذ البداية عبر استحواذ إيجابي وتنويع في الحلول الهجومية مع الحذر من المرتدات السريعة كما أن الفعالية أمام المرمى ستبقى مفتاح تجاوز أي سيناريو معقد قد تفرضه أطوار المباراة
الجماهير تنتظر أداء مقنعا يترجم الطموح إلى واقع داخل المستطيل الأخضر بعيدا عن لغة التبرير لأن الرهان لم يعد يقتصر على الفوز فقط بل على الطريقة والشخصية
في الخلاصة تصريحات وليد الركراكي عكست مدربا واعيا بحجم المسؤولية يسير بخيط رفيع بين حماية لاعبيه ومواجهة ضغط الشارع وبين الواقعية والطموح لكن الكلمة الفصل ستبقى دائما لما ستقوله الأقدام في مباراة المغرب ومالي لأن كرة القدم لا تعترف إلا بما يتحقق داخل الملعب