لائحة الركراكي … بين الوضوح والرهان الكبير

لائحة الركراكي … بين الوضوح والرهان الكبير

*** عبد الهادي الناجي

هناك لوائح تُعلن ، ولوائح تُفهم … ولائحة وليد الركراكي لنهائيات كأس إفريقيا للأمم ليست مجرد أسماء تُدوَّن في بيان رسمي ، بل هي رسالة موجّهة إلى من يقرأ ما وراء الورق : المنتخب يدخل “كان المغرب” بعقلية من يعرف أن الفرصة هذه المرة لا تتكرّر.
الركراكي اختار 28 لاعباً ، بينهم احتياطيان ، لسبب بسيط: البطولة التي سنحتضنها بين 21 دجنبر 2025 و 18 يناير 2026 لا ترحم. الإصابات واردة، ضغط الجمهور مضاعف، والهامش المتاح للمفاجآت ضيّق إلى أبعد حد. لذلك جاءت اللائحة مزيجاً من الثبات والمرونة؛ عمود فقري قديم يعرف الدروب الوعرة ، وأسماء جديدة تعطي للفريق جرعة الأوكسجين التي يحتاجها قبل الدخول إلى معركة نفسية بقدر ما هي كروية …
ما يلفت الانتباه ليس من استُدعي، بل منطق الاستدعاء نفسه … فالرجل يواصل الدفاع عن فلسفته :
هوية جماعية قبل أسماء فردية ، جاهزية ذهنية قبل شهرة أوروبية ، وروح قتالية قبل أي شيء آخر.
هذه الثوابت هي ما قد يصنع الفرق حين تصبح التفاصيل الصغيرة أكبر من مهارات اللاعبين.
المنتخب اليوم أمام مسؤولية تاريخية. اللعب فوق أرضك يشبه السير على حبل مشدود بين شغف جماهرك وخوفك من عدم إرضائها. ولائحة الركراكي تقول شيئاً واحداً : لن نغامر بلاعب لا يتحمل ضغط الوطن، ولن نتخلى عن لاعب أثبت أنه جزء من مستقبل المنتخب قبل حاضره.
باختصار…
هذه ليست لائحة تقليدية ، بل تصوّر لمنتخب يريد أن يذهب إلى آخر المدى. المنتخب الذي سيحمل حلم بلد كامل، ويعرف أن “كان المغرب” ليس مجرد بطولة… بل ميزان حرارة كرة وطنية تريد أن تؤكد نضجها، وتكتب ما تبقى من القصة بحبر الانتصار …

*** عبد الهادي الناجي