نصف النهائي … حين يصبح الرديف مرآة للعمق المغربي

✍️ عبد الهادي الناجي
*** الصور من اللجنة الإعلامية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مشكورة …
————————————–
حين يبلغ المنتخب المغربي الرديف نصف نهائي كأس العرب ، فالأمر لا يتعلق فقط بمباراة أخرى في جدول المنافسة ، بل برسالة واضحة مفادها أن كرة القدم المغربية لم تعد رهينة الأسماء الأولى ، بل أصبحت مشروعًا متكاملًا يقوم على العمق البشري ، والاستمرارية ، وحسن التدبير ...
مواجهة الإمارات في نصف النهائي ليست اختبارًا تقنيًا فحسب، بل امتحانًا ذهنيًا بامتياز … ففي مثل هذه المباريات، تتقلص المساحات ، وتُختبر الأعصاب ، ويصبح الخطأ الصغير مكلفًا … هنا بالضبط تظهر قيمة العمل الذي قام به الطاقم التقني، وقدرته على إعداد لاعبين يفهمون معنى القميص قبل البحث عن الأضواء …
المنتخب الرديف لم يصل إلى هذا الدور بالصدفة ، بل عبر مسار اتسم بالانضباط والواقعية ، وبقدرة واضحة على التكيف مع مختلف السيناريوهات … هو منتخب يلعب بلا عقد، لكنه في الوقت نفسه لا يسقط في فخ الاستهانة ، وهو ما يجعل مواجهة الإمارات مفتوحة على كل الاحتمالات ، باستثناء الاستسلام …
ما يُحسب لهذا الجيل ، أنه يلعب بروح “الأسود” دون ادعاء ، ويجسّد فكرة أن الرديف ليس درجة ثانية ، بل خزانًا استراتيجيًا للمنتخب الأول ، ومنصة حقيقية لصناعة التنافس الداخلي الذي تحتاجه الكرة المغربية في المواعيد الكبرى …
نصف النهائي لحظة صدق … إما أن نؤكد أن ما تحقق هو نتيجة مسار ، أو نكتشف أن الطريق ما يزال يحتاج إلى صبر. لكن الأكيد أن المنتخب الرديف، كيفما كان المآل، قد نجح في إعادة طرح سؤال جوهري:
هل نملك عمقًا بشريًا … ؟
الجواب جاء من الدوحة… بالفعل، نعم.
