سلسلة مغرب الحضارة : التنمية العادلة ممكنة – درس قطر والشيلي: تميّز واستثمار

سلسلة مغرب الحضارة
التنمية العادلة ممكنة – درس قطر والشيلي: تميّز واستثمار

– الجزء الثامن –
عزيز رباح
الأحد 19 أكتوبر 2025

لا يمكن لأي مغربي أن لا يعتز، ولا يهتم كامل الاهتمام بما حقّقه المنتخب الوطني للكبار في قطر، وما حقّقه منتخب الشباب في الشيلي.

بالإضافة إلى التميّز الرياضي الذي أبان عنه الفريقان، وجعلا من كرة القدم الوطنية، على مستوى المنتخب، إحدى أهم رافعات الدبلوماسية والإشعاع الوطني على الصعيدين القاري والعالمي.

فإذا كانت مشاركة رئيس الجامعة وسفيرة المملكة بدولة الشيلي من باب تحصيل الحاصل، التزامًا بمسؤولياتهما، فإن حضور وزير الخارجية يحمل أكثر من دلالة، من أبرزها تعزيز المسار الدبلوماسي الوطني في أمريكا اللاتينية، التي حقّقت فيها الدبلوماسية نجاحات معتبرة، فيما يتعلق بالقضية الوطنية الأولى.

ومما يؤكّد هذه الدبلوماسية الرياضية الناعمة، دعمُ المنتخب الوطني من قِبل جماهير واسعة في أغلب دول ثلاث قارات، هي: إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

ولا شكّ أيضًا أن المنافسات الكروية الكبرى ساهمت في ترسيخ القيم الوطنية، خاصة لدى الجيل الصاعد داخل الوطن وفي أوساط الجالية، وساعدت الأسر في توجيه أبنائها وربطهم بالوطن الأم.

وبالإضافة إلى هذا الكسب الدبلوماسي والهويّاتي، وجب أن تكون الرياضة رافعةً للتنمية العادلة، من خلال تنزيل استراتيجية مندمجة وفق محاور عدّة، منها:

– تنمية الثقافة الرياضية في المجتمع لبناء الإنسان سلوكًا وصحّة.

– تطوير وتعميم الرياضة المدرسية في جميع مستويات التعليم.

– تحقيق العدالة الرياضية بالاهتمام بكلّ الرياضات الجماعية والفردية.

– تحفيز الاستثمار في الصناعة الرياضية، من الألبسة إلى التجهيزات.

– تشجيع الاستثمار العمومي والخاص في المدارس والأكاديميات الرياضية.

– تنويع أنشطة السياحة الرياضية بمختلف أنواعها.

– تثمين الاستثمار في المرافق الرياضية لتحقيق العائد المالي.

– تحقيق العدالة المجالية بتنمية المؤهلات الرياضية المحلية.

– تقوية الحكامة الرياضية تشريعًا وتنظيمًا ورقابة.

إن بناء قطاع رياضي متكامل الأركان ليس بعيد المنال وشروطه متوفرة والحاجة إليه ملحة وسيكون، بلا شك، ركنًا أساسيًا في صرح المغرب الصاعد، ومجالًا خصبًا لترسيخ قيم الانتماء والجدّ والانضباط. كما سيمنح مزيدًا من المعنى والمصداقية للاستثمارات الكبرى في البنية التحتية الرياضية، ويحوّلها إلى رافعة فعلية للتنمية العادلة، تسهم في إشعاع الوطن وتعزيز مكانته العالمية.